الحرب الأوكروسيا.. 5 سيناريوهات لحربٌ طويلة ونهاية أوروبية!!
إم دي إه عربي/ الحرب الأوكروسيا.. النهاية والبداية:
فما هي التوقعات الأكثر واقعية للطريقة التي ستنتهي بها الحرب؟ وما هي السيناريوهات التي يراها السياسيون والعسكريون؟
من الصعب توقع المستقبل بدقة، ولكن هذه هي المآلات المحتملة أكثر:
حرب قصيرة
يفترض في هذا السيناريو أن تصعّد روسيا عملياتها العسكرية. في هذه الحالة قد يزداد القصف العشوائي المدفعي والصاروخي في مختلف المناطق بأوكرانيا. ويرجح حينها أن تشن القوات الجوية الروسية، التي لم يكن لها دور كبير حتى الآن، غارات مدمرة، وأن تتعرض المؤسسات الأوكرانية الرئيسية إلى هجمات الكترونية واسعةـ وأن قطع الاتصالات وموارد الطاقة، يقتل آلاف المدنيين. على الرغم من المقاومة الشرسة، يرجح أن تسقط كييف خلال أيام. تعزل الحكومة وتستبدل بحكومة موالية للنظام في موسكو. الرئيس زيلينسكي إما أن يغتال أو يهرب لتشكيل حكومة في المنفى. الرئيس بوتين يعلن النصر ويسحب بعض قواته، تاركاً ما يكفي منها للسيطرة على الأوضاع. آلاف اللاجئين يواصلون الهروب غرباً. وتنضم أوكرانيا إلى بيلاروسيا كدولة زبونة لموسكو.
هذا التصوّر ليس مستحيلاً، ولكنه مرتبط بعدد من العوامل، من بينها أن يتحسن أداء القوات الروسية، وأن تفتر عزيمة القتال والمقاومة المذهلة التي أظهرها الأوكرانيون. قد ينجح الرئيس بوتين في تغيير النظام في أوكرانيا بعد حملته العسكرية على جارته الغربية. ولكن أي حكومة موالية لروسيا ستكون هزيلة ومعرّضة للتمرّد الشعبي عليها. وسيؤدي هذا الوضع إلى حالة من عدم الاستقرار تنذر باحتمال تجدد النزاع مرة أخرى.
حربٌ طويلة
من المحتمل أن يتطور هذا النزاع إلى حرب طويلة الأمد. فقد تجد القوات الروسية نفسها غارقة في الوحل بسبب تحطم معنوياتها أو ضعف معداتها أو فشل قياداتها. وقد تستغرق القوات الروسية وقتاً أطول في السيطرة على المدن مثل كييف، التي يقاتل المدافعون عنها من شارع لشارع، فيؤدي ذلك إلى حصار طويل الأمد. ويعيد القتال إلى الأذهان الصراع الوحشي الطويل الذي خاضته روسيا في التسعينيات للسيطرة وتدمير غروزني عاصمة الشيشان.
وحتى إن تمكنت القوات الروسية من دخول المدن الأوكرانية، فإنها قد تجد صعوبة في إحكام السيطرة عليها. وقد لا تستطيع روسيا توفير العدد الكافي من القوات لفرض وجودها في بلاد بهذه الشاسعة. الدفاعات الأوكرانية تتحول إلى فرق تمرد فاعلة، مسلحة بالعزيمة ودعم السكان. يواصل الغرب إمداد الأوكرانيين بالأسلحة والذخيرة. وربما تتغير القيادة السياسية في موسكو بعد سنوات فتغادر القوات الروسية أوكرانيا، منهكة ومدحورة مثلما حدث لها في 1989 في أفغانستان بعد عشرية كاملة من القتال ضد المتمردين الإسلاميين.
حربٌ أوروبية
بالتأكيد.. ثمة احتمال بأن تتمدد هذه الحرب إلى ما وراء الحدود الأوكرانية؟
قد يسعى الرئيس بوتين إلى استعادة أجزاء من الإمبراطورية الروسية السابقة، فيرسل قواته إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً، مثل مولدوفا وجورجيا وهما ليستا في حلف الناتو. وقد يكون الأمر مجرد تصعيد وحسابات خاطئة. وقد يعلن الرئيس بوتين أن إمداد الغرب أوكرانيا بالأسلحة عدوان يتطلب الردّ. قد يهدد بإرسال قواته إلى دول البلطيق، التي هي في حلف الناتو، مثل لتوانيا، وفتح ممر أرضي إلى الجيب الروسي الخارجي الساحلي كالينينغراد. وسيكون هذا الأمر بالغ الخطورة وقد ينذر بحرب مع حلف الناتو.
ليست هناك تعليقات: