إم دي إه عربي// أوبئة وكوارث - تحقيق- اليمن/ مصطفى الأمير:👇🏻
يعتبر قانون المبيدات في الجمهورية اليمنية من أقوى وأشد القوانين على مستوى العالم، حيث يعاقب بمصادرة البضايع وحبس صاحبها وفرض عقوبات تصل إلى مئات الملايين في حال مخالفه واحده فقط مما ذكر إلى درجة انهم في حماية النبات استعانوا بالأجهزه الامنيه للقيام بحمله على المحلات المجاوره لادارتهم وتم النزول والتفتيش على قرابة خمسين محل وخلال اقل من ست ساعات حررت اداراة حماية النبات مخالفات لبعض تلك المحلات وصلت إلى قرابة مائة مليون ريال واغلقت بعضها كل ذلك في ست ساعات فقط حتى علبة المبيدات ان وجدت احداهن مفتوحه في المحل يغرم صاحب المحل مبالغ خياليه.
40 صنفاً خطيراً رائجاً:
استنادًا إلى معلومات وبيانات ومصادر معنية -منها تأكيدات مسؤول في وزارة الزراعة والري- عن دخول 40 صنفًا من المبيدات الحشرية المحظورة كثير منها أصناف إسرائيلية إلى صنعاء.
يؤكد ملاك المحال التجارية الخاصة ببيع المبيدات الحشرية في صنعاء، بأنهم يبيعون مختلف أنواع الأسمدة والمبيدات الحشرية المستوردة حتى الأصناف المحظورة، بحسب حديث هاني قايد (40 عامًا)، وهو تاجر يعمل في بيع الأسمدة، في سوق شعوب بصنعاء.
يتابع: "مِن أبرز المبيدات الإسرائيلية التي تباع في السوق، تحت مسميات عديدة: (الفيل)، و(الديوكسين)، و(الجرانيت)، و(النمرود)" وغيرها من الأصناف.
ويدخل السوق اليمنية 800 اسم تجاري، بكمية تصل إلى ثلاثة ملايين لتر من المبيدات الممنوعة والمحرّم استخدامها دوليًّا، بحسب دراسة نُشرت في العام 2016، أي بعد عامٍ من اندلاع الحرب الجارية في اليمن.
جاء في تدوينةٍ سابقة لوزير الثقافة اليمني الأسبق، خالد الرويشان، أنّ أحد رجالات الأردن، قال له إنّ المواطنين الأردنيين مندهشون من مرأى الشاحنات الإسرائيلية وهي تفرغ حمولتها من السموم كي تحمل مرة أخرى على شاحنات تسافر بها صوب اليمن، بعد أن تم تغيير اسم بلد الصنع المطبوع على العبوات، وحتى لو لم يتم تغيير أسماء الماركات الإسرائيلية، فإن الوصول إلى الأسواق مضمون؛ وذلك إما عبر التهريب أو عبر المنافذ الغافلة النائمة والدائخة، وربما المتواطئة.
استطاع بعض تجار المبيدات تكوين امبراطورية من المال وتمكنوا خلالهما من تشكيل عصابي لحمايتهم واخراج بضائعهم بالقوة من جهات عده، لكن لولا أموالهم وحجم الثراء الذي وصلوا إليها.
في يوليو 2018م ثم نقل هذه المبيدات بموجب أوامر قضائية إلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران بهدف دفنها، في مخالفة صريحة للقانون رقم 25 لسنة 1999 بشأن تنظيم و تداول المبيدات النباتية حيث تنص الفقرة الثانية من القانون على انه يجب إلزام المخالف بإعادة المبيدات المخالفة على نفقته إلى مصدرها الذي جلبت منه".
وعند الشروع في دفن المبيدات في منطقة سفيان أحبط اهالي المنطقة العملية ومنعوهم من الدفن وقاموا بابلاغ الجهات الامنية ما اضطر سائقي الشاحنة و السيارة إلى التوجه إلى محافظة صعدة.
وبحسب محضر الضبط الصادر من مكتب الزراعة بمحافظة صعدة، ضبطت يوم الخميس 5 يوليو 2018م شاحنة نوع “دينا” و سيارة موديل 1995، في نقطة عين، و على متن الشاحنة 20 برميل عبوة 20 لتر، و “8” براميل فاضية عبوة 200 لتر على السيارة، تعود ملكيتها لـ”علي أحمد دغسان”
وحسب محضر الضبط، قام مدير مكتب الزراعة بمحافظة صعدة زكريا يحيى المتوكل باحالة القضية الى نيابة صعدة.
وزير الزراعة والري يفصح عن البراميل الـ8 عبوة 200 لتر!
في مقابلة مع قناة اليمن اليوم وعبر برنامج قابل للنقاش قال وزير الزراعة والري عبد الملك الثور" بأن أحد التجار وعندما طلبت المحكمة التخلص من المبيدات الزراعية المحرمة دولياً قام بسكبها على طول الطريق من صنعاء وحتى حرف سفيان وهذا ما كشفه محضر الضبط بمكتب الزراعة بمحافظة صعدة."
جريمة متكاملة الأركان:
هذا العملية بحد ذاتها التي قام بها التجار في سكب مبيدات مسرطنة على طول الطريق من صنعاء وحتى حرف سفيان جريمة متكاملة الأركان وعلى حجم الكارثة التي تسببها لسكان المناطق المجاورة للطريق بين صنعاء وحرف سفيان... ناهيكم عن الكارثة في دفنها في إحدى الأراضي في حرف سفيان.
سؤالاً يُطرح:
كيف تم نقل هذه المبيدات المحظورة من ارضية دغسان
الواقعة تحت الحراسة والحجز القضائي في منطقة الجراف الى منطقة سفيان بمحافظة عمران؟!
وصول المبيدات إلى صعدة:
في حرف سفيان رفضوا أهالي المنطقة دفن المبيدات في منطقتهم مما أطر توجه الشاحنتين التوجه صوب محافظة صعدة ..وعند وصولهم الى نقطة عين تم ضبط الشاحنات من قبل عناصر الامن.وبعد التحريز والضبط أحيل القضية إلى نيابة صعدة.
إعادة الشحنة إلى صنعاء:
وجه رئيس نيابة استئناف محافظة صعدة، ابراهيم جاحز مدير عام مكتب الزراعة بالمحافظة و مدير البحث الجنائي بالمحافظة، بأن قضية المبيدات المحجوزة التي احالها مكتب الزراعة إلى نيابة صعدة و سحار قد تم احالتها إلى نيابة الاموال العامة بأمانة العاصمة كونها مرتبطة بالقضية المنظورة أمامها.
ووجه رئيس النيابة مكتب الزراعة و البحث الجنائي بصعدة بنقل الكمية المضبوطة مع السيارات إلى امانة العاصمة بمرافقة حراسة أمنية و تسليمها لرئيس نيابة الاموال العامة بأمانة العاصمة لاتخاذ اللازم وفقا للقانون.
وهنا يبرز السؤال!
من محضر الضبط في نقطة عين بمحافظة صعدة يتضح أن الشحنة نقلت بدون وجود مختصين، كون محضر الضبط لا يشير إلى وجودهم، و عدم وجود مذكرات لنقاط التفتيش بالسماح بمرور الشحنة.!
شركاء الجريمة:
تفيد مذكرة موجهة من رئيس محكمة الأموال العامة بأمانة العاصمة القاضي [[عبد الحفيظ المحبشي]] الى وكيل النيابة بالأمانة في 1 إبريل 2018م بتكليف مختصين للانتقال بمعية مختصين من وزارة الزراعة لنقل المبيدات و الاتربة المحجوزة على ذمة القضية رقم 99 لسنة 2013م المصنفة “جسيمة” إلى الأرض المخصصة للدفن بمديرية حرف سفيان محافظة صعدة، بهدف دفن تلك المبيدات و رفع تقرير بذلك للمحكمة حتى يتسنى لها الفصل في القضية.!!
تحذيرات سابقة:
كانت نيابة الأموال العامة و مكافحة الفساد بأمانة العاصمة، و في مذكرتهم الموجهة لرئيس محكمة الاموال العامة بالأمانة، قد حذرت من خطورة المواد المدفونة في حي الجراف السكني بأمانة العاصمة وطالبت المذكرة من رئيس المحكمة بموافاة النيابة بتقرير مفصل بنتائج نزول الخبراء للمنطقة المدفون فيها المبيدات حتى تكون على بينة من الآثار المترتبة على اجراءات الدفن.
فيما مذكرة القاضي المحبشي بأن المبيدات يفترض أن تعاد إلى بلد المنشأ وفقا لاتفاقية بازل.
هنا تدخل التجار دغسان بكل ثقله ومنح الاغرات المادية والأوامر الفوقية التي غيرت مسار القضاء والقضية ..
ل تأتي مذكرة تعقبية من القاضي على المذكرة السابقة..حيث اصدر رئيس محكمة الأموال العامة بأمانة العاصمة، القاضي [[عبد الحفيظ المحبشي]]، مذكرة بدون تاريخ إلى شخص يدعى “مثنى مهدي محمد الترابة” يأمره فيها برفع الحراسة القضائية على الأرض الكائنة في منطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء و الخاصة بـ””محمد دغسان” مالك الشحنة، ما يعني السماح بنقل الشحنة التي كانت مدفونة في أرضية تابعة لمالك الشحنة، أثناء ما كانت القضية منظورة أمام القضاء ولم يتم الفصل فيها!!.
وكانت المحكمة قد ابلغت نيابة الأموال العامة بأمانة العاصمة بقرارها في قضية المبيدات، و الذي صدر في 5 مايو 2018م تضمن السماح بنقل المبيدات مع الحاويات و الاتربة إلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، إلى المكان الذي حدده المختصين و وضعه تحت الحراسة حتى يتم تقرير مصير الشحنة.
وجاءت هذه المذكرة كمذكرة تعقيبية لمذكرة سابقة من رئيس النيابة تحمل الرقم “583” بتاريخ 18 إبريل2018م و المتضمنة ضرورة تكليف خبراء بالانتقال و المعاينة لمكان تواجد المبيدات، و رفع تقرير بالنتائج، نظرا للخطورة المترتبة على تلك المواد.
موضوع الدفن الذي وجهت به المحكمة خارج نطاق اختصاصها المكاني، كما انه يكشف عن جهل وتجاهل المحكمة للضرر البيئي بالأرض التي سيتم الدفن فيها و الضرر الصحي الذي سيلحق بسكان المنطقة ومخالفة صريحة للفقرة الثانية من القانون رقم 25 لسنة 1999م بشأن تنظيم و تداول المبيدات النباتية (الذي إلزام المخالف بإعادة المبيدات المخالفة على نفقته إلى مصدرها الذي جلبت منه).
في حين يظل التساؤل الذي حير الكثير في اليمن، حول أسباب تسهيلات دخول المبيدات الحشرية من إسرائيل إلى اليمن، وكيف يتم ذلك، ومن الذي يتحمل المسؤولية، وهل للحرب والصراع في البلاد علاقة بذلك؟
المصدر أجراس اليمن.