وأوضح المرصد أن اختيار الفائزين جاء بعد متابعة دقيقة لمسيرتهما العملية وما قدّماه من نماذج مشرفة في صناعة المحتوى الصحفي المهني، مؤكدًا أن التكريم يمثل اعترافًا بمواقف ناصعة لم يأبه أصحابها للضغوط ولا لمخاطر الميدان، وأثبتوا أن الصحافة ما تزال قادرة على حماية الحقيقة مهما اشتدت العواصف.
وبرز الصحفي الأرحبي – كما أكد المرصد – كأحد النماذج الريادية التي تعمل في محافظة نائية وسط تضاريس القبيلة ووعورة الجغرافيا. ورغم الظروف المادية والمعيشية القاسية وشح الإمكانات، واصل الأرحبي أداء رسالته بكفاءة عالية، متنقلًا بين قرى الريف ومواقعه المعزولة، لينقل صوت الناس من حيث لا يصل الضوء ولا تُسمع التفاصيل. وقدّم، عبر إصراره وعزيمته، صورةً لصحفيّ يشتق من المعاناة قوة، ومن صعوبة الواقع دافعًا لمزيد من المهنية والإصرار.
كما أشاد المرصد بمسيرة الأستاذ عبدالرحمن أنيس، التي تميزت بعمق التجربة ورصانة الطرح ووضوح الموقف؛ إذ أسهمت كتاباته وتحقيقاته في إرساء خطابٍ صحفيّ يعتمد على التدقيق والمصداقية، ويضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
وفي سياق الاحتفاء، منح المرصد وسام الشجاعة الصحفية للشهيدين نبيل القعيطي ورشا الحرازي، اعترافًا بتضحياتهما الجسيمة في سبيل الحقيقة. فقد شكّل القعيطي والحرازي نموذجًا للمصور الصحفي الذي لا يتراجع أمام الخطر، ويخوض غمار الأحداث بعدسته ليمنح الجمهور رواية بصرية صادقة، دفعا ثمنها حياتهما في سبيل الدفاع عن حق الناس في رؤية الواقع كما هو.
وأكد المرصد أن هذا التكريم هو وقفة وفاء لجهودٍ بذلها إعلاميون وقفوا في الصفوف الأمامية، وكتبوا بمهنيتهم وشجاعتهم ما يرسّخ أن الصحافة ليست مجرد وظيفة، بل أمانة ومسؤولية ورسالة لا يؤديها إلا من آمن بأن الحقيقة قيمة لا تُشترى.
وختم المرصد بيانَه بالتأكيد على أن تكريم الحيّ والراحل معًا هو رسالةٌ بأن درب الصحافة – رغم مخاطره – ما يزال عامرًا بالشجعان، وأن أسماء من ضحّوا ومن يواصلون العطاء ستظل جزءًا من ذاكرة المهنة ومن سجلّ الشجاعة الإعلامية في اليمن.


ليست هناك تعليقات: